top of page

Satan in the Online Kingdom (1-2): Betraying the State of Ashley Madison الشيطان يعبث في مملكة الإن


حتى الشيطان يعبث في مملكة الإنترنت. هذه العبارة قفزت إلى ذهني لحظة تلقي خبر "تَهْكِير" موقع "آشلي ماديسون Ashley Madison" للخيانة الجنسية. وإقحام الشيطان، مجازاً، في هذه العبارة، للإشارة إلى ثلاثة احتمالات: 1- موقع "آشلي ماديسون" نفسه أو بالأحرى الخدمات التي يقدمها؛ 2- "المُهَكِّرِين" الذين اخترقوا هذا الموقع (أقترح مُهَكِّرِين أو هُكَّار كجمع للمفرد هاكر hacker، وذلك لعدم دقة مصطلح "القراصنة" الإلكترونيين)؛ 3- كلاهما معا. سوف نتبيَّن ذلك لاحقاً. لعل، هذه الحادثة أعادت ماء الحياة، مجدداً، إلى قضية أخطر بكثير من الشيطان ذاته، أعني اختراق المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.


ترتكز خدمات موقع "آشلي ماديسون"، والمملوك لشركة كندية، على تيسير العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية، أو أي رباط آخر مشروع اجتماعياً. وذلك في مقابل تكلفة مالية محددة. ويزيد إجمالي عملاء "آشلي ماديسون" عن 37 مليون عميل، موزعين في أكثر من خمسين دولة حول العالم. وظاهرة "آشلي ماديسون"، وإن كانت تشذ عن سياقات العقل الاجتماعي العربي، فقد سبق أن تكررت ظواهر مثيلة في مجتمع الإنترنت العربي، فيما اصطلح عليه إعلاميا بـ "شبكات تبادل الزوجات". إلا أن هذا لا ينفي وجود عملاء من دول عربية بين مستخدمي "آشلي ماديسون".


على أي حال، لقد استولت على قاعدة بيانات "آشلي ماديسون"، مجموعة أطلقت على نفسها "فريق الصدمة Impact Team". فقد كشف "فريق الصدمة" عن أن "آشلي ماديسون" قد كذب على عملائه، فلم يحذف قط بياناتهم، رغم تقليه مبلغاً قدره عشرون دولارا من كل عميل مقابل حذف بروفايله من قاعدة البيانات. لهذا، وجهوا لإدارة الموقع إنذاراً يتهمهم بالكذب على عملائه، أولاً، ويهددهم بنشر قاعدة بيانات العملاء في حال لم يتم إغلاق الموقع نهائياً، ثانياً. ولما لم يُستجاب للإنذار، فقد أقدم المُهَكِّرون على معاقبة "آشلي ماديسون" عن طريق نشر بيانات "عملائه" الشخصية في الإنترنت، كالإسم، وتاريخ الميلاد، وعنوان المنزل، ورقم الهاتف، وبيانات بطاقة الائتمان ... إلخ. والحال هنا، أنه قد تمت مقاومة فعل منافي للأخلاق بواسطة ارتكاب فعل آخر منافي للأخلاق.


بالأخير، بات بمقدور سكان مملكة الإنترنت، استدعاء شيطان "فريق الصدمة"، لمعرفة ما إذا كان شركاؤهم لا يتورعون من استدعاء شيطان "آشلي ماديسون" من أجل ارتكاب خيانات جنسية بحقهم. وهكذا يكون الشيطان هو الرابح الوحيد في لعبة اختراق المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.


هذا المقال منشور في shaghaf.net


أحدث المقالات المنشورة
المقالات المنشورة
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Google Classic
bottom of page