top of page

Satan in the Online Kingdom: (2-2): Privacy for Ashley Madison's Community الشيطان يعبث في مم


كشفت حادثة تَهْكِير موقع "آشلي ماديسون"، للخيانة الجنسية، عن عدة حقائق إنترنتية مفزعة. فهي تُثير مجدداً تساؤلاً ملحاحاً بشأن هشاشة قدرات الدفاع عن المعلومات الشخصية لسكان كوكب الإنترنت. علينا أن ندرك جيداً أنه لا سرية مع الإنترنت. فمن غير الممكن ضمان سرية المعلومات حال حفظها في أي جهاز متصل بالإنترنت. ولا يُستثني من احتمالية الاختراق أحداً، ولا موقعاً، ولا شركةً، ولا بنكاً، ولا حكومةً، ولا بلداً. إن المعلومات الشخصية للشيطان ذاته لن تسلم من الاختراق، في حال قرر هجرة عالم الجحيم والاستقرار بين كائنات عالم الإنترنت. ولعل الكشف، مؤخرا، عن تجسس المخابرات الأمريكية على الاتصالات الإنترنتية للمستشارة الألمانية "ميريكل"، بمثابة دليل دامغ.

ثمة حقيقة مفزعة أخرى، تتمثل في ارتفاع نسبة الخيانات الجنسية بين مستخدمي الإنترنت في العالم. فلابد وأن الإنترنت فتح آفاقاً شيطانية، وأبواباً خلفيةً، غير محدودة لارتكاب ممارسات اجتماعية مرفوضة. فإذا كان إجمالي سكان كوكب "آشلي ماديسون" بلغ نحو 37 مليون فرد حول العالم. وإذا كان إجمالي سكان كوكب الأرض قد تجاوز ثلاثة مليارات فرد، تقريبا، مع بداية العام الجاري 2015. فإن نسبة قدرها 1.2% من مستخدمي الإنترنت في العالم يخونون أقرانهم جنسياً.

بعبارة أوضح، هناك مستخدم واحد من بين كل مائة مستخدم إنترنت في العالم، ارتكب فعل الخيانة الجنسية بتسهيل من موقع "آشلي ماديسون". حقيقة إنترنتية وأخلاقية مفجعة، أليس كذلك؟!. وقد تبدو هذه الحقيقة أكثر فجاعةً، لو أخذنا في اعتبارنا أن هذه المعادلة لا تتضمن الفئات العمرية من مستخدمي الإنترنت ممن لا يحتمل ارتكابهم خيانات جنسية، أولاً، كما لا تتضمن عملاء المواقع الأخرى وتطبيقات الهواتف الذكية الأخرى المتخصصة في تقديم خدمات الخيانة الجنسية، ثانياً.

لكن الأكثر فجاعة على الإطلاق، هو إقدام المُهَكِّرِين على فضح 37 مليون إنسان حول العالم، بحجة أن موقع الخيانة الجنسية قد كذب عليهم. أليس هذا سبباً كافياً لإرباك أذهاننا ومنطقياتنا. فما الفرق إذاً بين ما أقدم عليه مُهَكِّرِي موقع "آشلي ماديسون"، وبين ما قد تقدم عليه جماعة إرهابية، مثلاً، من تفجير حافلة نقل جماعي، بحجة أنها تسير في شوارع بلد مُختَلَف معه أيديولوجياً، أو مذهبياً، أو سياسياً، أو حتى أخلاقياً.

كما تتلاشى الفروقات الشاسعة بين اختراق موقع "آشلي ماديسون"، وحادثة وقعت مؤخراً تتمثل في اختراق عدة بنوك حول العالم بواسطة هاكِر عربي. فقد استولى هذا الأخير على ملايين الدولارات من ودائع الأبرياء، ثم أعاد ضخها في حسابات جمعيات مدنية عربية، وأفريقية. إن ما ارتكبه هذا الهاكِر العربي يتطابق مع قيام الأصوليون باستزراع المخدرات بحجة دعم حربهم ضد "الكفار". والحق، إن أي مبرر قومي، أو إنساني، أو اجتماعي، يستحي أن يَستُر هكذا جرائم سيبرانية وفيزيقية.

رغم تصاعد وتيرة الانتهاكات الإنترنتية، فإن هذا لا يعني، مطلقاً، التخاذل في اتخاذ الحيطة من جانب الأفراد والمؤسسات. كما لا يعفي صانعي القرار من سن التشريعات اللازمة، وإنفاذها، للحدّ من التعدي على خصوصية مستخدمي الإنترنت. علينا أن نتكاتف جميعاً لطرد الشيطان من مملكتنا الإنترنتية.

هذا المقال منشور في shaghaf.net


أحدث المقالات المنشورة
المقالات المنشورة
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Classic
  • Twitter Classic
  • Google Classic
bottom of page